معلومات العضو
معلومات إضافية عدد المساهمات : 58
نقاط : 10741
تاريخ التسجيل : 26/06/2010
معلومات الاتصال | موضوع: آراب أيدل وحلم الحمير والخرفان الأربعاء مارس 28, 2012 8:50 am | |
| ضحكت وبكيت في ذات الوقت عندما سمعت النكتة التي تقول أن الحمار قد استهزأ بالخروف لأنه سيذبح، في حين رفع الخروف رأسه معاتباً ومزهواً بكرامته وهو يقول: أن أموت خروفاً خيراً من أن أحيا حماراً؟!.. هذه النكتة سبقت قراءتي للأخبار التي اكتسحت مساحات كبيرة من الميديا العربية لحدث هام اسمه (آراب أيدل) وتلطيفاً للعبارة وخوفاً من المتشددين الأًصوليين قيل (محبوب العرب). لاشك أن من يحيا حماراً يعيش ليستمتع بقضاء أكثر من 100 ساعة تلفزيونية بحثاً عن محبوب للعرب يطرب آذانهم ويضيف عدد المطربين مطرباً بحيث أصبح لكل مواطن عربي خمسة مطربين!. وكذلك دعونا لا ننسى الخروف الذي (خورفته) الام بي سي بإعلانات المطرقة اليومية عن حلمه بأن يكون محبوب العرب حتى انشقت حنجرته وهو يصرخ: مااااع!.
كثير من المستَحمرين والمخورفين لا يعرفون من هو محمد عبد السلام العالم الإسلامي الذي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء ولكنهم حتما يعرفون راغب علامة السوبر ستار الذي يغازل زوجة صديقه المدعوة أحلام ويداعبها في وجوده وفي غيابه ليكون ذلك (ملح) الآرب أيدل وفي نفس الوقت تمارس هي نفس اللعبة لأنها تدرك أن تسويق البرنامج يتطلب ذلك وأن (المستَحمرين والمخورفين) من جيل المستقبل العتيد سيحبون ذلك ؟..
أحلام الخليجية تقدم للشباب العربي انموذجاً في العيش ببساطة وتواضع فهي قد لبست أكثر من 100 ثوباً مبتكرأ في كل لقطة من لقطات البرنامج وحسب تقديرات أكثر مصممي الأزياء تواضعاً يكلف الثوب الواحد أكثر من 50 ألف دولار أمريكي وكل ذلك لنعلم شبابنا وشاباتنا أن يكونوا من إخوان الشياطين لأن المولى عز وجل قال: إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين. بين قوسين دعوني أزيدكم علماً أن أحد معاني الشيطان هو الإنسان ذاته عندما يبتعد عن رحمة ربه حيث أن شاط من الشطط وهو الابتعاد والمغالاة.إن ميزانية برنامج مثل الآراب أيدل والذي هو اختراع أمريكي أعجبنا لأنه يستحمرنا ويخورفنا يمكن أن تمول أحياء بأكملها في بعض البلدان التي دمرها الناتو وثورات الفتن ونبنيها اليوم بالاستحمار والخورفة.
بكل الأحوال فإن التبذير هو سمة من أنعم الله عليهم بنعمة النفط فلم يقصروا في فنون التبذير والإسراف لأنهم يؤمنون بالآية القرآنية: وأما بنعمة ربك فحدث، ومنهم من بنى جنته على الأرض ولم يعد يعنيه أي جنة أخرى وهو الذي يملك أموالاً كالأنهار لا تأكلها النيران. سادتي: من الصعب على مجتمع يتألف من المستحمرين والمخورفين أن يقوم بثورة نورانية حقيقية أو أن يبدل جلده لأن منتهى طموحه وهو يذبح أن لا يعيش حماراً وخاصة أنه لم يمارس من قبل مفهوم الإنسانية فما بالك بمفهوم الروحانية؟ ومن يعتد ويقول : مازال في بقية منا أخلاقاً أقول إن الأخلاق كلمة تطلق على تعامل الفرد مع الفرد أما علاقة الفرد بربه فلا تسمى أخلاقاً بل هي تدعى (روحانية) والتي غيابها في حياتنا يعتبر سبب جميع الخراب الذي يحدث حالياً في عالمنا العربي والإسلامي اليوم.
|
|