تتعرض مختلف الأجزاء
الكائنة في الرأس والرقبة
لعدة مشكلات متكررة مع
التقدم في السن. فإذا نظرنا
للعين، فإن العين البشرية هي
معجزة في التطور، إلا أن
تركيبها المعقد يتيح فرصا
عديدة لحدوث المشكلات على
امتداد سنوات العمر الطويلة.
فإبصارنا يتضاءل كلما صار
السائل القَرْني الذي يقوم
بدور الحماية للعين أقل
شفافية مع مرور الزمن. وكذلك
تصاب العضلات المسيطرة على
فتحة القزحية وتبئير العدسة
بالضمور ونقص الاستجابة،
كما تصبح العدسة أكثر سماكة
واصفرارا. وهذا كله يقلل من
حدة الإبصار والقدرة على
تمييز الألوان. إضافة إلى
ذلك، يمكن للشبكية ـ
المسؤولة عن نقل الصور إلى
الدماغ ـ أن تصاب بالانفصال(5)
بسهولة في الجزء الخلفي
للعين مؤدية إلى حدوث العمى.
وكثيرا ما يصعب تجنب مثل تلك
العيوب عند التصميم، إلا أنه
لوحظ أن عين الحبّار squid مثلا
تحتوي على صفات تشريحية تقلل
من إمكانية حدوث انفصال
الشبكية. كذلك بالنسبة إلى
حاسة السمع، فإن إحداث بعض
التعديلات التشريحية قد
يحفظ على المسنين سمعهم.
إن تصميما ـ دون الحد الأمثل
ـ لأعلى الجهاز التنفسي
والجهاز الهضمي يضيف خطرا
آخر على حياة المسنين، يتمثل
في حدوث الغصة (الاختناق)
choking 6 . إن تعديلا بسيطا كان
يمكن أن يصحح الأمر، ولو أنه
قد يسبب خسائر كبيرة
بالمقابل.
استدع
السمكري (السباك) عندما ينظر سمكري (سباك)
خبير إلى تشريح الپروستاته (الموثة)(7)
عند الرجل، فقد يتساءل عن
السبب وراء هذا الترتيب، إذ
إن الإحليل، وهو الأنبوب
الذي يبدأ من المثانة، يمر
بشكل مستقيم ضمن غدة
الپروستاته. فهذا الترتيب قد
ينطوي على فوائد غير معروفة
حتى الآن، إلا أنه يسبب ـ في
نهاية الأمر ـ العديد من
المشكلات عند الكثير من
الرجال بما فيها ضعف تدفق
البول مع الشعور المتكرر
بالحاجة إلى التبول.
وكذلك تتعايش المرأة مع
مشكلات السمكرة (السباكة) مع
التقدم في السن، ولا سيما
مشكلة سلس البول. وربما تجنب
الجنسان كلاهما الكثير من
المتاعب لو أن التطور أدخل
بعض التعديلات البسيطة في
التصميم التشريحي.
------------------------------------------
حواشي
:
1) يعرف أيضا باسم Osteoporosis (تثقب
العظام)، وهو نقصان في
النسيج العظمي، مما يؤهب
لحدوث الكسور لدى أقل رض.
2) مرض يصيب العين، يتصف
بزيادة كثافة العدسة، مما
يعيق الرؤية. أكثر ما يشاهد
عند المسنين، ويعالج
باستئصال العدسة.
3) What If?
4) أحد فروع الطب الحديثة
نسبيا ويعنى بشكل رئيسي
بدراسة الجينات (المورثات)
ودورها في حدوث الأمراض. (التحرير)
5) انفصال الشبكية retinal detachment:
مرض عيني خطير، إذا لم يعالج
بسرعة أدى إلى العمى.
6) ويعني دخول الطعام أو
الشراب إلى مجرى الهواء (الرغامى)
بدلا من مجرى الطعام (المريء).
(التحرير)
7) تتوضع غدة الپروستاته حول
الإحليل عند مخرج المثانة،
وتتضخم عند المسنين لتُسبب
عسرة التبول. (التحرير)
------------------------------------------
المؤلفون
S. J. Olshansky - B. A. Carnes - R. N. Butler
جميعهم لهم اهتمام كبير
بالسيرورات التي تشكل
الأساس للشيخوخة. أولشانسكي
أستاذ في مدرسة الصحة العامة
في جامعة إلينوي بشيكاگو.
وهو، مع كارنس، عالمان
باحثان في المركز القومي
لبحوث الرأي ومركز بحوث
الشيخوخة التابع لجامعة
شيكاگو، ويتعاونان على
إنجاز دراسات (يمولها المعهد
القومي لبحوث الشيخوخة (NIA)
والوكالة ناسا) عن المظاهر
الديموغرافية الحيوية
للشيخوخة (تحري الأسباب
البيولوجية الكامنة وراء
أنماط الأمراض والوفيات
المرتبطة بالشيخوخة في
المجموعات السكانية). وكذلك
شاركا في تأليف كتاب: السعي
نحو الخلود: العلم في تخوم
الشيخوخة (.W .W نورتون، 2001).
أما بتلر فهو رئيس المركز
الدولي لإطالة الحياة في
مدينة نيويورك، وكذلك كان
المدير المؤسس للمعهد
القومي لبحوث الشيخوخة[/center]