الطير في الشعر المصري المعاصر
عندما ترد لفظة الطير يتبادر إلى الأذهان الألوان
والأصوات الجميلة والعصافير الملونة وأسراب الحمام وهي تحلق بعيداً في
السماء ولكن القارئ لكتاب «الطير في الشعر المصري المعاصر» لمؤلفه الباحث
عماد حسيب محمد يفاجئ بأسراب «الغربان» تهجم عليه من صفحاته عبر العديد من
القصائد التي تناولها الكتاب.
يذكر الباحث في البداية أن ارتباط الطائر بذهن الإنسان
يعود إلى أقدم العصور فمنذ حوالي 1500 سنة قبل الميلاد كان إنسان الكهف
يجسد في نقوش أشكال طيور وهذا يؤكد أن حلم الإنسان ورغبته في التحليق
عالياً ملازمة له باستمرار والشاعر من أكثر الناس حساسية للتحليق عالياً.
وجد الباحث في كتابه أن الغراب من أكثر الطيور وروداً في
القصائد وحمّله الشعراء دلالات مختلفة كرمز للفناء والموت أو الفراق. ففي
قصيدة للشاعر محمد إبراهيم أبوسنة يقول:
جلست أنتظركِ
ما جئتِ
جاء الغيابُ
وعلقني عارياً في جناحي الغراب
وإن ألبسه ثوب الحكمة في نصٍ آخر
جاء صوت الغراب
وانحنى في ضميري وغاب
قال لي إن شمس الحياة
لا تحب الدموع
فاتقد كالنجوم التي في الظلام