ثورة جماهير الزمالك على إدارة الفلول

ul.breadcrumbs { list-style: none outside none; padding: 0pt; margin: 0pt; float: right; }ul.breadcrumbs li { float: right; margin: 0pt 5px 0pt 0pt; padding: 0pt; }ul.breadcrumbs li:before { content: "» "; }












ويتواصل حديثنا عن الفارق الزمنى والفكرى والعقلى بين القائمين على
شؤون الأندية والجماهير، ففى الأهلى من يرفضون بند السنوات الثمانى،
أغلبهم من العواجيز وكبار السن العمرى والعقلى ومجموعة المستفيدين
والانتهازيين الذين لم يتأثروا أو تؤثر فيهم ثورة ٢٥ يناير، وهؤلاء
يقاومون التغيير ويقاتلون من أجل استمرار الأوضاع على ما كانت عليه فى عهد
المخلوع، وهو ما يسبب الفجوة فى التعامل والتخاطب بينهم وبين شباب
المشجعين من جماعات الألتراس وغيرها من الجماهير التى كسرت ثورة يناير
بداخلها حاجز الخوف وعبودية الفرد والسلطة وفتحت أبواب العقول وشبابيكها
على التفكير والاختيار والرفض والقبول والاختلاف.

وعلى نفس المسافة الشاسعة التى تفصل إدارة الأهلى عن جماهيرها تقف
إدارة الزمالك على ذات الفارق والمسافة العقلية والذهنية، وهو ما انعكس
بشكل واضح فى قضية اللاعب عمرو زكى، فالإدارة فتحت له صدرها وقلبها وكل
أشيائها، بمجرد أن تكرم اللاعب وقرر العودة إلى النادى وسحب شكواه من
اتحاد الكرة، بعد أن نفذت الإدارة كل أوامره واستجابت لشروطه وأعطته كامل
مستحقاته وضمانات كاملة على تنفيذ باقى طلباته، حتى الكابتن حسن شحاتة آخر
حوائط الحفاظ على القيم والأخلاق، وصاحب «مبدأ الأدب فضلوه على الرياضة»
استسلم هو الآخر للاعب ووافق على عودته إلى الفريق متجاهلا ٤٠ يوما، غابها
اللعب عن الفريق متجولا بين شرم الشيخ ومتنزهات وكافيهات القاهرة، بينما
زملاؤه مطحونون فى مباريات الدورى، والآن يعود ملكا بعد أن حصل على إجازته
وفلوسه وعاد ليجد الإدارة راكعة فى انتظار عودته الميمونة إلى الملعب
والجهاز الفنى يضع له برنامجا تأهيليا خاصا، حيث نسى اللاعب، الذى يحصل من
النادى على ٥ ملايين جنيه سنويا، أن يحافظ على لياقته البدنية، تحسبا
لعودته، فهو الآن يعود ويحصل على مستحقاته، بينما النادى لا يحصل على حقه
ويخسر مشاركته وينتظر أن يستعيد لياقته.

المهم أن الإدارة التى قادها تفكيرها المتخلف عن الزمن والمبادئ
والقواعد الإدارية والتربوية إلى عودة اللاعب اصطدمت بإرادة الجماهير التى
ترفض عودة عمرو زكى وتطالب برحيله، وفقا لرؤية فكرية ونظرية وأدبية
محترمة فمن ترك النادى لأنه لم يصبر على بعض مستحقاته واستهان بمشاعرهم
وأهان ناديهم وشهّر به فى الفضائيات والشكوى لاتحاد الكرة والتهديد
باللجوء للفيفا، وترك فريقه فى عز المنافسة وذهب للنزهة فى شرم الشيخ، من
فعل كل ذلك لا يستحق الرجوع ولا يؤتمن على مصلحة النادى ولن يعطى بقدر ما
يأخذ.

جماهير الزمالك كانت فى تصرفها أوعى وأرقى وأكثر احتراما من الإدارة
التى لم تفهم حتى الآن الرسالة وتسعى بكل طاقتها وأدواتها للىّ إرادة
الناس وإعادتهم إلى التفكير بنفس منطقها الغبى والقاصر والضغط عليهم
لقبولهم عودة اللاعب، وهى فى سبيل ذلك ارتكبت خطأ أكبر عندما دفعت نجمى
الفريق شيكابالا وأحمد حسن للخروج بتصريحات رسمية تستجدى الجماهير، كى
يسامحوا اللاعب ويغفروا له ذنبه، والخطأ هنا أنهم دفعوا اللاعبين للتدخل
فى ما لا يخصهما أو يعنيهما واستعانوا بهما للقيام بدور ليس من اختصاص
عملهما، وهو الأمر الذى سيعطيهم مساحة أوسع وإرادة أكبر على الإدارة
والجهاز الفنى، فإذا كان هناك لاعب اليوم يطلب من الجماهير أن تسامح زميله
فلا حرج عليه إذا طلب غدا منها أن تهتف ضده أو ضد مدربه إذا ما أجلسه على
دكة الاحتياطى، فاستخدام اللاعبين فى التحاور مع الجماهير خطر وغباء يضاف
إلى التصرفات الغبية للإدارة الزمالكاوية.

إن موقف إدارتى الأهلى والزمالك فى العلاقة مع الجماهير واتساع مسافة
التفاهم بينهما يؤكد أن كل طرف يسير فى اتجاه معاكس للآخر، فالأندية تفكر
بعقل مبارك ونظامه السابق، والجماهير تعيش بأفكار وروح وإرادة ثورة ٢٥
يناير.